منذ 3 أيام
الموسيقى في الإمارات.. اكتشاف المواهب يبدأ من الصغر
وكانت «البيان» في مقدم متابعي تلك الفعالية، التي استمرت ساعة ونصف من العزف، حيث قدمت العديد من الألحان الشعبية التراثية الإماراتية والخليجية والعربية الشهيرة.
وتابع: «إذا نجحنا في هذا، فإن الطالب حينما ينهي المدرسة، يكون مؤهلاً للالتحاق بأي معهد موسيقي بالعالم، عوضاً أن يكون أمياً تماماً في الموسيقى، ويتعين عليه البدء من الصفر وهو كبير، فيما أقرانه من الدول الأخرى في المعاهد، يعرفون أسس الموسيقى وأدواتها والنوتة، وغيرها الكثير، منذ طفولتهم.
علينا ألا ننسى أن تدريس الموسيقى لا يوفر لنا بناء مواهب مرشحة للنجومية بهذا المجال فقط، وإنما كذلك يبني لنا قاعدة جماهيرية من متذوقي الموسيقى ومحبيها، وممن يفهمونها، وهذا يعزز اقتصادنا الإبداعي، الذي يتوسع اليوم في توفير البنية التحتية من مسارح وقاعات عرض، ودور أوبرا، وفرق أوركسترالية، وغيرها الكثير».
وأضاف: «من خلال هذه الحفلات، نسعى لنشر الثقافة الموسيقية، حيث نضعها بين يدي الناس، ونجعلهم على احتكاك سمعي بها، وبهذا نعرفهم تلقائياً بتفاصيل تعينهم على الانفتاح على عالم الموسيقى الرحب.
إننا عملياً نصنع جمهوراً موسيقياً، وربما هؤلاء الآباء الحاضرون في هذا الحفل، يكون لهم دور يوازي دور أي مدرسة في تمكين أبنائهم موسيقياً».
وأضاف: «إن مثل هذه الحفلات ضرورية للغاية، إذ توفر الزخم اللازم لإحداث نقلة نوعية في المجال الموسيقي، وهذا مهم، ولكن تعليم الموسيقى خطوة ضرورية، لأنني أعتقد أنه بالقياس إلى عدد الحفلات الموسيقية، وعدد الأماكن التي تستضيف الحفلات، وزخم التوجه نحو تأسيس فرق أوركسترالية في الدولة عموماً، ودبي خصوصاً، لا بد أن نُعد أنفسنا لأن نكون جزءاً أساسياً من قطاع الموسيقى العالمي».
وتابع: «تعليم الموسيقى ليس مهمة المدارس فقط، بل يجب علينا دعم النوادي والمبادرات الموسيقية، ومنح المواهب الموسيقية امتيازات وفرصاً في تعليمهم، وفي تقديمهم مهنياً، هذا مطلوب على مستوى الدولة، وهو استثمار هام في الإنسان المبدع، ولا ننسى أن جزءاً مهماً من تراثنا الوطني، هو تراث موسيقي، ويجب أن نبقيه حياً».
وأضاف: «علينا أن نتذكر أن أبناءنا هم مسؤوليتنا، قبل أن يكونوا مسؤولية المدرسة، لذا، أقول إن على الآباء الذين يعتقدون أن تعليم أولادهم وثقافتهم هي مسؤولية المدرسة والوزارة فقط، عليهم أن يراجعوا أنفسهم، ويسألوا أنفسهم: هل تفتحت عيون أطفالهم على مكتبة في البيت؟ وهل اصطحبوا أبناءهم إلى فعاليات ثقافية وفنية؟ دائماً الأسرة، وعمادها الوالدان، هي الأساس، وبما يتعلق بالموسيقى وغيرها من صنوف الثقافة والفنون، فإن الطفل من عمر 6 سنوات إلى 12 عاماً، حقه وواجبه على أهله ووالديه بالدرجة الأولى».